الأربعاء، 23 ديسمبر 2015
2:50 ص

الزوجة الصالحة كنز‬



يقول الشيخ أنه زار أحد أصدقائه فوجده كئيبا حزينا فلما سأله عن سبب حزنه بكى الرجل بكاءا عظيما ثم قال: ياشيخ زوجتي مريضة وأنا ألازمها منذ أيام.
يقول الشيخ: إستغربت منه هذا البكاء المرير..
فلما إنتبه الرجل قال: ياشيخ هل تستغرب أنني أبكي على زوجتي هذا البكاء فلو عرفت عنها ما أعرف لعذرتني ولم تلمني فاسمع مني ياشيخ..
يقول الرجل أنه رجل فقير الحال في وظيفة متواضعة بالكاد يسد حاجته وقد شاء الله أن يفاتحه أحد الأشخاص لما رأى أمانته وصلاحه بأن يزوجه إبنته لما رأى من صلاحه وتقواه وكان أبو الزوجة غني من الأغنياء فتم الزواج وكانت نعم الزوجة الصالحة جعلت حياته جنة في الأرض بكل ماتعني الكلمة
إلى أن جاءني والدها يوما وقال لي اتق الله يافلان واشتر لزوجتك بعض الخبز والجبن والفلافل والفول ولاتكثر عليها اللحم فقد ملت من أكل الدهن واللحم والفاكهة!!
يقول الرجل فتحت فمي ولم أدري ما أجاوب فلم أفهم ماذا قال وماذا يقصد حتى قابلت زوجتي وسألتها فكانت المفآجأة التي حركت الأرض من تحت اقدامي
لقد كانت زوجته كلما تذهب الى أهلها ويقدمون لها اللحم والطبخ الدسم والفاكهة كانت تقول لاأريده فقد مللته.
ولا تأكل شيئا منه وتقول إن زوجها لايحرمها من شيئ منه بل أنه أكثر عليها منه حتى ملت من اللحم والفاكهة لكنها تشتهي الجبنة الحامضة والفلافل وماشابهها فهو لايحضره لها
بينما الحقيقة أنها في بيت زوجها لم تكن ترى اللحم الا في الشهر والشهرين مره وكان أغلب أكلها من الجبنة الحامضة والفلافل والفول فلم يكن الرجل يملك مايسد جوعه ولا جوع زوجته لكن الزوجة الصالحة أرادت أن ترفع زوجها عند اهلها وتجعله كبيرا في اعينهم
كانت تتحمل الجوع والحرمان ولا ترضى أن يعيره أحد بفقره وحاجته بل كانت تصبره وتشد من أزره وتذكره بموعود الله له إن صبر ولم يمنعها أنها كانت الغنية الثرية التي حرمت متعة الدنيا بل كانت نعم الزوجة الصالحة الصابرة
فقال الرجل للشيخ ابو أسحاق الحويني هل علمت الآن ماسبب بكائي وخوفي عليها ياشيخ وهذا الموقف أحد مواقفها فقط فلو حدثتك عنها وعن صلاحها وصيامها وقيامها وتقواها وحسن خلقها معي ومع الناس ماأوفيتها حقها فانصرف الشيخ أبو اسحاق وهو يدعو لها من كل قلبه فوالله إنها لنعم الزوجة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق