الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

قصة أصحاب السبت ( تحول اليهود إلى قردة )


قال تعالى :
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ(65)فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ(66)}.
أبطال هذه الحادثة ، جماعة من اليهود ، كانوا يسكنون في قرية ساحلية ، اختلف المفسّرون في اسمها ، ودار حولها جدل كثير ، أما القرآن الكريم ، فلا يذكر الاسم ويكتفي بعرض القصة لأخذ العبرة منها .
وكان اليهود لا يعملون يوم السبت ، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله ، فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة ، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة .
وجرت سنّة الله في خلقه ، وحان موعد الاختبار والابتلاء ، اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله ، وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما ، وأشد إرادة ، تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع ، والصمود أمام المغريات .
لقد ابتلاهم الله عز وجل ، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل ، وتتراءى لأهل القرية ، بحيث يسهل صيدها ، ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع ، فانهارت عزائم فرقة من القوم ، واحتالوا الحيل – على شيمة اليهود -- وبدوا بالصيد يوم السبت ، لم يصطادوا السمك مباشرة ، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت ، ثم اصطادوها يوم الأحد ، كان هذا الاحتيال بمثابة صيد ، وهو محرّم عليهم .
فانقسم أهل القرية لثلاث فرق ، فرقة عاصية ، تصطاد بالحيلة ، وفرقة لا تعصي الله ، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث ، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتحذّر المخالفين من غضب الله ، وفرقة ثالثة ، سلبية ، لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المكر .
وكانت الفرقة الثالثة ، تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر
وتقول لهم : ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة؟
إنهم لن يتوفقوا عن احتيالهم ، وسيصبهم من الله عذاب أليم بسبب أفعالهم ، فلا جدة من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك لانتهاكهم حرماته .
وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته ، كان الناهون عن المكر يجيبون : إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنك ر، لنرضي الله سبحانه ، ولا تكون علينا حجة يوم القيامة ، وربما تفيد هذه الكلمات ، فيعودون إلى رشدهم ، ويتركون عصيانهم .
بعدما استكبر العصاة المحتالوا ، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعا معهم ، جاء أمر الله ، وحل بالعصاة العذاب ، لقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، أما الفرقة الثالثة ، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر ، فقد سكت النصّ القرآني عنها ، يقول سيّد قطب رحمه الله : "ربما تهوينا لشأنها - وإن كانت لم تؤخذ بالعذاب - إذ أنها قعدت عن الإنكار الإيجابي ، ووقفت عند حدود الإنكار السلبي ، فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العذاب" (في ظلال القرآن) .
لقد كان العذاب شديدا ، لقد مسخهم الله ، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية .
وتحكي بعض الروايات أن الناهون أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد ، فتعجبوا وذهبوا لينظرون ما الأمر ، فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة ، فعرفت القردة أنسابها من الإنس ، ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة ، فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي ..
فيقول: ألم ننهكم ! ..... فتقول برأسها نعم .
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

قصة قصيرة .. المغفلة



منذ أيام دعوتُ الى غرفة مكتبي مربّية أولادي (يوليا فاسيليفنا) لكي أدفع لها حسابها
- قلت لها : إجلسي يا يوليا … هيّا نتحاسب … أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود ولكنك خجولة إلى درجة انك لن تطلبينها بنفسك .. حسناً .. لقد اتفقنا على أن أدفع لك (ثلاثين روبلاً) في الشهر
- قالت : أربعين
- قلت : كلا .. ثلاثين .. هذا مسجل عندي … كنت دائما أدفع للمربيات (ثلاثين روبلاً) …
- حسناً
- لقد عملت لدينا شهرين
- قالت : شهرين وخمسة أيام
- قلت : شهرين بالضبط .. هذا مسجل عندي .. إذن تستحقين (ستين روبلاً) ..
نخصم منها تسعة أيام آحاد .. فأنت لم تعلّمي (كوليا) في أيام الآحاد بل كنت تتنزهين معهم فقط .. ثم ثلاثة أيام أعياد .
تضرج وجه (يوليا فاسيليفنا) وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن لم تنبس بكلمة
واصلتُ …
- نخصم ثلاثة أعياد إذن المجموع (إثنا عشر روبلاً) .. وكان (كوليا) مريضاً أربعة أيام ولم تكن يدرس .. كنت تدرّسين لـ (فاريا) فقط .. وثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء .. إذن إثنا عشر زائد سبعة .. تسعة عشر .. نخصم ، الباقي .. (واحد وأربعون روبلاً) .. مضبوط ؟
- إحمرّت عين (يوليا فاسيليفنا) اليسرى وامتلأت بالدمع ، وارتعش ذقنها .. وسعلت بعصبية وتمخطت ، ولكن … لم تنبس بكلمة
- قلت : قبيل رأس السنة كسرتِ فنجاناً وطبقاً .. نخصم (روبلين) .. الفنجان أغلى من ذلك فهو موروث ، ولكن فليسامحك الله !! علينا العوض .. وبسبب تقصيرك تسلق (كوليا) الشجرة ومزق سترته .. نخصم عشرة .. وبسبب تقصيرك أيضا سرقتْ الخادمة من (فاريا) حذاء .. ومن واجبكِ أن ترعي كل شيء فأنتِ تتقاضين مرتباً .. وهكذا نخصم أيضا خمسة .. وفي 10 يناير أخذتِ مني (عشرة روبلات)
- همست (يوليا فاسيليفنا) : لم آخذ
- قلت : ولكن ذلك مسجل عندي
- قالت : حسناً، ليكن
- واصلتُ : من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين .. الباقي أربعة عشر
امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع .. وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل .. يا للفتاة المسكينة
- قالت بصوت متهدج : أخذتُ مرةً واحدةً .. أخذت من حرمكم (ثلاثة روبلات) .. لم آخذ غيرها
- قلت : حقا ؟ .. انظري وانا لم أسجل ذلك !! نخصم من الأربعة عشر ثلاثة .. الباقي أحد عشر .. ها هي نقودك يا عزيزتي !! ثلاثة .. ثلاثة .. ثلاثة .. واحد ، واحد .. تفضلي .
ومددت لها (أحد عشر روبلاً) ..
فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة .. وهمست : شكراً
انتفضتُ واقفاً واخذتُ أروح وأجيء في الغرفة واستولى عليّ الغضب
- سألتها : شكراً على ماذا ؟
- قالت : على النقود
- قلت : يا للشيطان ولكني نهبتك .. سلبتك ! .. لقد سرقت منك ! .. فعلام تقولين شكراً ؟
- قالت : في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً
- قلت : لم يعطوكِ ؟! أليس هذا غريبا !؟ لقد مزحتُ معك .. لقنتك درساً قاسياً ..
سأعطيك نقودك .. (الثمانين روبلاً) كلها .. ها هي في المظروف جهزتها لكِ !! ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة الى هذه الدرجة ؟ لماذا لا تحتجّين ؟ لماذا تسكتين ؟ هل يمكن في هذه الدنيا ألاّ تكوني حادة الأنياب ؟ هل يمكن ان تكوني مغفلة إلى هذه الدرجة ؟
- ابتسمتْ بعجز فقرأت على وجهها : “يمكن”
- سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها ، بدهشتها البالغة ، (الثمانين روبلاً) كلها .. فشكرتني بخجل وخرجت
تطلعتُ في أثرها وفكّرتُ : ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا .

موقف الأنصار يوم الفتح


رأى الأنصار الأحداث التي تجري في داخل مكة المكرمة، ودخول أهل مكة في دين الله، وهؤلاء جميعًا هم أهل وعشيرة ورحم الرسول، ولا شك أنهم يشاهدون فرحة وسعادة الرسول بهذا الإسلام، ولا شك أنهم أيضًا يشاهدون استقرار الأوضاع داخل مكة المكرمة؛ فقد أسلم عكرمة بن أبي جهل، وأسلم سهيل بن عمرو، وأسلم قادة مكة بصفة عامة، فبدأ الوضع يستقر في داخل مكة المكرمة، ووقف الرسول فوق الصفا يدعو الله والأنصار يقفون تحته، ويفكرون في وضعهم بعد هذا الفتح، فقال بعض الأنصار لبعضهم: أما الرجل -ويقصدون الرسول- فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته.
لأنهم يرون تفاعله مع الأحداث داخل مكة، ويقول أبو هريرة-راوي الحديث كما في صحيح مسلم-: وَجَاءَ الْوَحْيُ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْوَحْيُ لاَ يَخْفَى عَلَيْنَا، فَإِذَا جَاءَ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ، فَلَمَّا انْقَضَى الْوَحْيُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ".
قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: "قُلْتُمْ: أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ".
قَالُوا: قَدْ كَانَ ذَاكَ.
قَالَ: "كَلاَّ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ، وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ".
وسوف أعيش معكم حياتي كاملة، فليس تعاطفي مع هذه الأحداث التي تجري في مكة المكرمة، وليست فرحتي بإسلام هؤلاء العشيرة والأهل والرحم أنني سأبقى في مكة، وأخلف ما وعدتكم به قبل ذلك؛ لأن الأنصار في بيعة العقبة الثانية قالوا لرسول الله: "إن بيننا وبين القوم حبالاً، وإننا لقاطعوها".
وأكثر من مرة يبايعون على حرب الأحمر والأسود من الناس. فهل إذا استقرت الأوضاع في مكة سيعود ويتركهم مع اليهود أو غيرهم من الناس؟ وهنا قال: "بَلِ الْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ، أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي".
وأعلن الرسول أنه من المستحيل أن يخالف ما تعاهد مع الأنصار عليه قبل ذلك، وقال الرسول: إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم. قال أبو هريرة: فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: "والله ما قلنا الذي قلنا إلاَّ الضَّنَّ باللَّه وبرسوله". فقد قلنا هذه الكلمات؛ لأننا نريد الله ورسوله، ونريدك معنا يا رسول الله.
فقال رسول الله: "إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ" .
وقَبِل منهم هذا الأمر، وقبل منهم هذا الظن الذي ظنوه برسول الله؛ لأنه يعذر الأنصار. والأنصار لهم قيمة عالية في ميزان الإسلام، وكل ما بذلوه دون مقابل، لم يأخذوا شيئًا في حياتهم، لا في فترة مكة المكرمة بعد البيعة، ولا في فترة الهجرة من أوَّلها حتى هذه اللحظة، وإلى آخر حياته؛ ولذلك شرفهم الرسول بكلمته العظيمة عندما قال في حقهم: "آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ" .
فنحن نعذر الأنصار في هذا الأمر الذي وقعوا فيه، وعذرهم ربهم ورسوله الكريم، وبذل الأنصار كان قبل الفتح وبعد الفتح، ولكن بذلهم قبل الفتح له قيمة عالية؛ لأن من أنفق في وقت الشدة ووقت العناء ووقت المشقة لا يمكن أن نساويه بمن بذل وأنفق بعد الفتح، ولو كان في أي صورة من الصور. ويؤكد على هذا المعنى الأخير هذا الموقف، فقد أتى مجاشع بن مسعود بأخيه مجالد بن مسعود، ليعلن الإسلام بين يديه بعد الفتح؛ لأن مجاشع من الذين أسلموا قبل الفتح، ومجالد من الذين أسلموا بعد الفتح، فجاء ليبايع بعد الفتح وقال: جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة.
فقال: "ذَهَبَ أَهْلُ الْهِجْرَةِ بِمَا فِيهَا".
فقال مجاشع: فعلى أي شيءٍ تبايعه يا رسول الله؟
فقال: "أُبَايِعُهُ عَلَى الإِسْلاَمِ وَالإِيمَانِ وَالْجِهَادِ" .
فالمهاجرون الأولون لهم مكانة عظيمة في الإسلام، كما قال الله: "لاَ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ".
نسأل الله أن يفقهنا فى ديننا

إسلام " هند بنت عتبة "


من الذين نحب أن نقف أمام إسلامهم وقفة طويلة ومهمَّة، ليس إسلام أحد رجال مكة، ولا أحد زعمائها، ولكن إسلام إحدى نساء مكة، وإحدى النساء التي حاربت الإسلام طويلاً، ولسنوات عدة، ولها ذكريات مؤلمة عند المسلمين وعند رسول الله شخصيًّا، وهي هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان. وهند بنت عتبة موتورة من المسلمين، فقد قُتل أبوها عتبة بن ربيعة في بدر، وقتل عمها شيبة بن ربيعة كذلك في بدر، وقتل ابنها حنظلة بن أبي سفيان أيضًا في بدر، وقتل أخوها الوليد بن عتبة بن ربيعة أيضًا في بدر، فَقَدَتْ أربعة من أقرب الأقرباء إليها، قُتلوا جميعًا في بدر، وهم جميعًا من سادة قريش.
فموقفها -في الحقيقة- كان في غاية الصعوبة، وحملت في قلبها كراهية لم يحملها أحد مثلها إلا قليل القليل، وظلت على هذا الأمر سنوات طويلة منذ بدر، وحتى فتح مكة، أي ست سنوات متصلة، وقبل ذلك أيضًا كانت معادية للإسلام، ولكن ظهرت العداوة بشدة بعد مقتل هؤلاء الأربعة في بدر، وخرجت بنفسها مع جيش الكفار في موقعة أُحد، وحمَّست الجيش قدر ما تستطيع لقتال المسلمين، ولما فرَّ الجيش من أمام المسلمين في أول المعركة كانت تقذف في وجوههم التراب، وتدفعهم دفعًا لحرب المسلمين، ولم تفر كما فر الرجال.
ثم إنه بعد انتصار أهل مكة على المسلمين في نهايات موقعة أُحد، قامت بفعل شنيع، قامت بالتمثيل بالجثث، وبدأت تمثِّل بواحدة تلو الأخرى بنفسها، حتى وصلت إلى حمزة بن عبد المطلب عم الرسول، فبقرت بطنه، وأخرجت كبده فلاكتها، فما استساغتها فلفظتها. وأثر هذا الموقف بشدة في رسول الله.
وخرجت مع المشركين فيغزوة الأحزاب، بل استمرت في حربها ضد الإسلام حتى اللحظات الأخيرة من فتح مكة، ورفضت هند بنت عتبة ما طلبه زوجها من أهل مكة من أن يدخلوا في بيوتهم؛ طلبًا لأمان الرسول، بل دَعَت أهل مكة لقتل زوجها عندما أصرَّ على مهادنة الرسول، ودفعتهم دفعًا إلى القتال. إنه تاريخ طويل وشرس لهند بنت عتبة مع المسلمين.
عندما جلس الرسول ليبايع الناس على الإسلام، جاءت هند بنت عتبة، وهي منتقبة متنكرة لا يعرفها، والرسول يبايع النساء في ذلك اليوم ويبايعهن شفاهةً، فما وضع يده في يد امرأة أجنبية قَطُّ، وكانت بيعة النساء على: ألاّ يشركن بالله شيئًا، ولا يسرقن، ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن، ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن، ولا يعصينه في معروف. فبدأت النساء تبايع، وقال لهن: "بَايِعْنَنِي عَلَى أَلاَّ تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا".
فقالت هند -وهي منتقبة والرسول لا يعرفها-: والله إنك لتأخذ علينا ما لا تأخذه من الرجال.
أي أن هناك تفصيلات كثيرة للنساء، والرجال قد بايعوا بيعةً واحدة. وأكمل الرسول: "وَلاَ تَسْرِقْنَ".
فوقفت هند وقالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني، ويكفي بَنِيَّ، فهل عليَّ من حرج إذا أخذت من ماله بغير علمه؟
فقال: "خُذِي مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِيكِ وَبَنِيكِ بِالْمَعْرُوفِ".
ثم انتبه على أن هذه التي تتكلم هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، فقال الرسول: "وَإِنَّكِ لَهِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ؟".
وتذكر الرسول تاريخها الطويل، وتذكرحمزة بن عبد المطلب، وما حدث له على يد هند بنت عتبة. قالت: نعم، هند بنت عتبة، فاعفُ عمَّا سلف عفا الله عنك.
فهي تعرف تاريخها الطويل مع الرسول، والرسول يعفو ويصفح، وتنازل الرسول عن كل هذا التاريخ الطويل، وقَبِل إسلامها، وأكمل البيعة مع النساء وقال: "وَلاَ تَزْنِينَ".
فقالت هند: يا رسول الله، وهل تزني الحرة؟
فقال: "وَلاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ؟".
فقالت هند: قد ربيناهم صغارًا، وقتلتهم كبارًا، هل تركت لنا ولدًا إلا قتلته يوم بدر؟ أنت قتلت آباءهم يوم بدر، وتوصينا بأولادهم.
فتبسم، وضحك عمرحتى استلقى على قفاه. وأخذ الرسول الموضوع بشيء من البساطة، وقدَّر موقف هند بنت عتبة، ومدى صعوبة الإسلام عليها، ومع ذلك هي تُسلِم الآن عن قناعة، ثم قال: "وَلاَ تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيِدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ".
فقالت هند: والله إن إتيان البهتان لقبيح.
فقال: "وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ".
فقالت هند: والله ما جلسنا هنا وفي أنفسنا أن نعصيك في معروف .
وتمت البيعة المباركة، وبايعت نساء مكة جميعًا بما فيهن هند بنت عتبة -رضي الله عنها- هذه المبايعة المباركة.
وسبحان الله! حسُنَ إسلام هند بنت عتبة، وكما كانت تخرج مع جيوش الكفار لتحمِّسَها لحرب المسلمين، بدأت تخرج مع جيوش المسلمين لتحمسهم لحرب الكفار. ومن أشهر المواقف لها يوم اليرموك، عندما بدأت تشجِّع المسلمين على القتال في سبيل الله، وعلى خوض غمار المعركة الهائلة ضد مائتي ألف رومي، فكانت من أدوات النصر العظيمة في ذلك اليوم المجيد.
لقد فتح الله قلوبًا غلفًا في يوم الفتح، وأسلمت مكة بكاملها في ذلك اليوم، وهي من أعظم مدن الجزيرة العربية، ولم يتخلف أحد منهم عن الإسلام......

قصة أصحاب الجنه


كان في قديم الزمان رجل صالح وله بضعة أولاد ، قص الله علينا قصتهم في سورة القلم .
كان لذلك الصالح بستان جميل ، عامر بمختلف أنواع الأشجار المثمرة ، وجداول الماء العذب تسقيها ، فتعطي تلك الأشجار فواكة لذيذة وكثيرة ومتنوعة .
وكان ذلك قد جعل نصيباً في تلك الثمار للفقراء والمساكين ، الذين كانوا يتوافدون أيام قطافها إلى البستان ، ليأخذوا نصيبهم منها ، وكان يعطيهم مما رزقه الله بنفس طيبة وقلب سعيد ، لأنه كان يعرف أنه بذلك يرضي الله تعالى ، ويدخل السعادة على قلوب أولئك المعذبين .
وكان جميع أولاد الصالح – إلا واحد منهم – يكرهون فعل أبيهم ، ويعتبرونه تبذيراً وإنفاقاً في غير موضعه حتى إذا ما مات أبوهم ، قرروا أن يحتكروا ثمرات البستان لأنفسهم ، ليكثروا مالهم ، ويسعدوا أنفسهم وأولادهم ، وليذهب الفقراء إلى حال سبيلهم .
قال أحدهم : لقد صار البستان لنا ، وسوف نجني منه الكثير .
وقال الثاني : ولن ندع الفقراء يقتربون منه .
وقال الثالث : ولن يطمع الفقراء بعد اليوم بشيء منه .
قال أوسط الإخوة ، وكان معجباً بأبيه وبكرمه وإنفاقه على الفقراء والمساكين : أنصحكم أن تسيروا على ما كان يسير عليه أبوكم ، فالله سبحانه وتعالى قد جعل للفقراء والمحتاجين حقاً في هذا المال .
قال كبيرهم : إنه مالنا .. وليس لأحد حق فيه .
قال أوسطهم : بل إنه – كما يقول أبونا – إنه مال الله ، وقد استودعنا الله إياه ، وللفقراء نصيب فيه ...
اشتد الجدال وطال الحوار ، وغلب الأخ الأوسط على أمره ، وأئتمر الأخوة فيما بينهم ، أن يبكروا إلى تلك الجنة الدانية القطوف ، وأن يأخذوا كل ما فيها من فواكه وثمار قبل أن ينتبه الفقراء والمساكين ويأتوا – كعادتهم أيام أبيهم – ليأخذوا حصتهم ونصيبهم منها .
نام الأخوة الأشحاء على أحلام الغد الممتلئ بالغنى والثروة ، واستيقظوا في الجزء الأخير من الليل ، وبادروا إلى بستانهم ، وعندما وصلوا إليه وقفوا ذاهلين ، فقد كان البستان قاعاً صفصفا ، فقد احترق بأكمله ..
قال كبيرهم : لا .. لا .. هذا ليس بستاننا ..
قال الآخر : إن بستاننا جنة تجري من تحتها الأنهار ، وهذا خراب .
قال أوسطهم : بل إنه بستانكم .. قد أرسل الله عليه طائفاً من البلاء جعله كما ترون ، لأنكم لم تفعلوا كما كان يفعل أبوكم ، ولم ترضوا فيما أعطاكم ، لم تعطوا الفقراء حقهم الذي فرضه الله لهم في بستانكم .. ولقد نصحتكم، ولكنكم لا تحبون الناصحين ..
وندم الأخوة على ما كانوا بيتوه ضد الفقراء ، لكن بعد فوات الأوان ...
قال تعالى .. قالوا سبحان ربِنا إنَا كنَا ظالمين .. فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون .. قالوا يا ويلنا إن كنَا طاغين .. عسى ربُنا أن يبدلنا خيراً مِنها إنَا إلى ربِنا راغبون) .

الحلاق والزبون


ذهب رجل إلى الحلاق، لكي يحلق له شعر رأسه ويهذب له لحيته.. وما أن بدأ الحلاق عمله في حلق رأس هذا الرجل، حتى بدأ بالحديث معه في أمور كثيرة.. إلى أن بدأ الحديث حول وجود الله.
قال الحلاق : أنا لا أؤمن بوجود الله.
قال الزبون : لماذا تقول ذلك؟..
قال الحلاق : حسنا، مجرد أن تنزل إلى الشارع، لتدرك بأن الله غير موجود.. قل لي، إذا كان الله موجودا هل ترى أناسا مرضى؟.. وإذا كان الله موجودا هل ترى هذه الأعداد الغفيرة من الأطفال المشردين؟.. طبعا إذا كان الله موجودا، فلن ترى مثل هذه الآلام والمعاناة.. أنا لا أستطيع أن أتصور كيف يسمح ذلك الإله الرحيم مثل هذه الأمور.
فكر الزبون للحظات، لكنه لم يرد على كلام الحلاق حتى لا يحتد النقاش.. وبعد أن انتهى الحلاق من عمله مع الزبون.. خرج الزبون إلى الشارع، فشاهد رجلا طويل شعر الرأس، مثل الليف، طويل اللحية، قذر المنظر، أشعث أغبر.. فرجع الزبون فورا إلى صالون الحلاقة.
قال الزبون للحلاق : هل تعلم بأنه لا يوجد حلاق أبدا؟!..
قال الحلاق متعجبا : كيف تقول ذلك.. أنا هنا وقد حلقت لك الآن!..
قال الزبون : لو كان هناك حلاقان، لما وجدت مثل هذا الرجل!..
قال الحلاق : بل الحلاقون موجودون.. وإنما حدث مثل هذا الذي تراه، عندما لايأتي هؤلاء
الناس لي لكي أحلق لهم.
قال الزبون : وهذا بالضبط بالنسبة إلى الله.. فالله موجود، ولكن يحدث ذلك عندما لا يذهب الناس إليه عند حاجتهم.. ولذلك ترى الآلام والمعاناة في العالم.

قصة ( ويل لكل همزة لمزه )


لم يبتعدِ الناسُ عن مكان الأخنسِ إلاّ وسمعوا رجلاً قوياً يصرُخُ :
ـ أيها الناسُ .. تعلَوا اسمعوا مني ...
همسوا :هل من ساخرٍ آخرَ بمحمدٍ ...
صرخَ الرجلُ : ويلٌ لكلِّ همزةٍ لُمزةٍ ...
همسَ رجلٌ : اسمعوا إنَّ ربَّ محمدٍ يُهددُ الأخنسَ .
وهمسَ آخرُ : يُهدّدُ جميعَ الذين يسخرون من الناسِ ...
وهمس ثالثٌ : ويغمزونهم بأعينهم وأيديهم ..
صاحَ رابعٌ : اسمعوا ....
صاح المسلمُ : الذي جمع مالاً وعدّدهُ .
همسوا جميعاً : إنَّهُ الأخنسُ لا شك .
صرخ المسلمُ : يحسبُ أنَّ مالَهُ أخلدَهُ ؟!!..
همس رجلٌ : اليومَ قال لنا هذا ...
زادَ صُراخُ المسلم : كلاّ لينبذنَّ في الحُطمةِ .
همسوا جميعاً وقد ارتجفت قلوبُهم :
ـ سينبذُهُ اللهُ في مكانٍ يُحطّمُ كلَّ شيءٍ يدخل ُ فيه . وأين هو هذا المكانَ .
صرخ المسلمُ : وما أدراكَ ما الحُطمةُ.
همسوا : لا نعرفُ .. لا نعرفُ ..
تابع المسلمُ : نارُ اللهِ الموقدةُ .
همسوا بخوفٍ وعجبٍ : الحُطمةُ هي نارُ اللهِ المُشتعلةُ ؟!..
تابع المسلمُ : التي تطّلع على الأفئدةِ .
صرخ بعضُ الرجالِ بخوفٍ :
ـ سيصلُ لهيبُ نارِ اللهِ إلى قلوبِ الذينَ يُعذَّبونَ في الحطمةِ ؟! يا ويلكَ يا أخنسُ .
تابع المسلم : إنّها عليهم مؤصدةٌ .
صرخَ الأخنسُ من خلفِ الناسِ :
ـ لا تخافوا إن أغلقوا النّارَ عليَّ فسوفَ أفتحها بسيفي هذا ...
فُوجئ الناسُ بالأخنسِ يهجُمُ بسيفهِ على المسلمِ الذّي كان يقولُ :
ـ في عمدٍ مُمدَّةٍ .
صرخ الأخنسُ : ستصلني النارُ بالأعمدةِ ؟! وكيف ذلك يا أحمقْ .؟!..
همس رجلٌ : سيُربطُ إلى الأعمدةِ وتُسلّطُ النارُ عليه .
وهمسَ آخر: سيُضربُ بأعمدةِ النيرانِ .
تفرّقَ الناسُ عن المسلمِ الذي اختفى سريعاً ، بينما كانَ الأخنسُ يصرخُ : أيها الناس ، لا تُصدقوا كلامَ محمدٍ ، ولا تهديدهُ ، إنَّهُ يريدُ أن يُخوِّفكم ،
وراح يسخرُ من محمدٍ كعادَتِهِ .
لكنَّ آياتِ سورةِ الهُمزةِ كانت تملأ حياتَهُ خوفاً وهلعاً ، ابتعد عن الناسِ ، وراحَ يُفكرُ في مصيرِهِ المُخيفِ كان ينتفضُ كورقةِ الشجرِ في الرّياحِ العاصفةِ حينَ كان على فراشِ الموتِ ، فلما ماتَ رأى كلَّ شيءٍ هدّدهُ اللهُ به ، ألقتْهُ الملائكةُ في جهنّمَ بكلِّ احتقارٍ ، وحُبسَ في أماكنَ ضيقةٍ مُغلقةٍ كانت النيرانُ تُحرقهُ ، وما كانَ يستطيع فكاكاً من الأعمدةِ التي رُبطَ إليها ، وما كان يستطيعُ دفعاً لأعمدةِ النيرانِ التي كانت تنهالُ عليه ضرباً وسحقاً ، وتحرقهُ بلهيبها الذي لا يهدأُ ، رأى في النارِ ألوفَ الهمّازينَ الغمّازينَ المحاربينَ للإسلامِ فعرفَ أنَّ التهديدَ لم يكن لهُ وحدهُ وإنما كان لكلِّ همّازٍ غمّازٍ لمّازٍ غنيِّ بطرٍ يُحاربُ الإسلامَ ، ويستهزئُ بنبيّهِ وقُرآنهِ وأتباعهِ . فتمنّى لو كان آمنَ بالقرآنِ الكريمِ وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم .
أكلهُ النّدمُ ، لكن هيهاتَ أنْ ينفعهُ النّدمُ .

قصة إسلام "عكرمة بن أبي جهل"


كان عكرمة من أشد أعداء رسول الله ضراوةً في التاريخ كله، وشرب عكرمة بن أبي جهل العداوة -طوال هذه المدة الطويلة- من أبيه أشد أعداء الإسلام فرعون هذه الأمة، ولكن عكرمة استمر وزاد في العداوة للدرجة التي جعلت الرسول يريق دمه، فقد أراق الرسول دَمَ مجموعة من المشركين، وقال: "اقْتُلُوهُمْ وَلَوْ تَعَلَّقُوا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ" .
وكان من هؤلاء عكرمة بن أبي جهل، وكان ممن قاتل في الخَنْدَمَة ضدخالد بن الوليد، ولكنه بعد هزيمته فرَّ من مكة المكرمة، وحاول أن يصل في فراره إلى اليمن. وذهب بالفعل إلى البحر ليأخذ سفينة وينطلق بها إلى اليمن، إنه طريق طويل في الكفر، وهو مطلوب الدم، وإذا وجده الرسول سيقتله.
كانت زوجة عكرمة هي أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فهي ابنة عمه، فذهبت هذه المرأة بعد أن أسلمت في يوم الفتح على جبل الصفا مع من أسلم من أهل مكة، فذهبت إلى الرسول لتستشفع عنده لعكرمة بن أبي جهل أن يعود إلى مكة المكرمة آمنًا كما أمَّن صفوان بن أمية. وموقف عكرمة مختلف؛ فهو مراق الدم، وقالت أم حكيم للرسول: قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فأمِّنه. فقال الرسول في يسرٍ وسهولة: "هُوَ آمِنٌ".
ولم يذكر لها أنه مُهدر الدم، ولم يذكر لها التاريخ الطويل له، فخرجت أم حكيم الزوجة الوفية تبحث عن زوجها، وذهبت حتى وصلت في رحلة طويلة إلى عكرمة بن أبي جهل وهو يحاول أن يركب سفينة في ساحل البحر الأحمر متجهًا إلى اليمن، وعكرمة يتجادل مع رُبَّان السفينة التي سيركبها؛ لأن ربان السفينة كان مسلمًا، فقال له قبل أن يركب: أخلص.
فقال عكرمة بن أبي جهل: أيُّ شيء أقول؟
فقال الربان لعكرمة: قل: لا إله إلا الله.
فقال عكرمة: ما هربتُ إلا من هذا.
وهو ما يزال في هذا الحوار مع ربان السفينة، إذْ بأم حكيم -رضي الله عنها- تأتي في هذه اللحظة، فقالت: يابن عم، قد جئتك من عند أوصل الناس، وأبر الناس، وخير الناس، لا تُهلك نفسك، إني اسْتأمنتُ لك محمدًا.
فقال لها: أنتِ فعلتِ هذا؟
قالت: نعم .
وعكرمة بن أبي جهل في ذلك الوقت يرى الدنيا كلها قد ضُيِّقت عليه، فأين يذهب؟ هو يريد أن يذهب الآن إلى اليمن، واليمن بكاملها مسلمة، وبقاع الأرض تتناقص من حوله، والجميع الآن يدخلون في حلف ودين محمد، فأخذ عكرمة قرارًا سريعًا بالعودة معها دون تفكير طويل.
عاد عكرمة بن أبي جهل إلى مكة المكرمة، وقبل أن يدخل مكة المكرمة إذا برسول الله يقول لأصحابه كلمات جميلة، قال: "يَأْتِيكُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ مُؤْمِنًا مُهَاجِرًا، فَلاَ تَسُبُّوا أَبَاهُ، فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ، وَلاَ يَبْلُغُ الْمَيِّتَ".
فأيُّ أخلاق كريمة كانت عند رسول الله!!
فأبو جهل كان فرعون هذه الأمة، ومع ذلك فالرسول يأمر الصحابةبألاَّ يلعنوا أبا جهل فرعون هذه الأمة أمام ابنه عكرمة؛ لكي لا يؤذوا مشاعر عكرمة، مع أن عكرمة حتى هذه اللحظة لم يسلم بعد. ودخل عكرمة بن أبي جهل إلى مكة المكرمة، ومن بعيد رآه الرسول، وانظروا إلى ما حدث! فقد وثب إليه الرسول، وما عليه رداء فرحًا به، وانظروا إلى أسارير الرسول كيف انبسطت عندما رأى عكرمة بن أبي جهل يعود إليه ويأتي إليه، وهو على أبواب الإسلام، برغم أن عكرمة كان أحد الذين عادوا الرسول قبل ذلك وقاوموه ومنعوه! ومع ذلك يستقبله الرسول هذا الاستقبال الحافل، وصدق الله: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".
جلس عكرمة بين يدي رسول الله، وقال: يا محمد، إن هذه أخبرتني بأنك أمَّنتني. فقال الرسول: "صَدَقَتْ، فَأَنْتَ آمِنٌ".
فقال عكرمة: إلامَ تدعو يا محمد؟
بدأ عكرمة يسأل الرسول عن الإسلام، فقال له: "أَدْعُوكَ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَأَنْ تُؤْتِيَ الزَّكَاةَ" وتفعل وتفعل، وأخذ يعدِّد عليه أمور الإسلام، حتى عدَّ له كل خصال الإسلام. فقال عكرمة: ما دعوت إلاَّ إلى الحق، وأمر حسن جميل .
القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ففي هذه اللحظات شعر عكرمة بن أبي جهل أن كل ما ذكره حق، وأن كل ما تحدث عنه قبل ذلك أيام مكة، وبعد مكة كان صدقًا، وكان حقًّا، وكان من كلام النبوة والوحي، وهنا قال عكرمة بن أبي جهل: قد كنت والله فينا تدعو إلى ما دعوت إليه، وأنت أصدقنا حديثًا، وأبرُّنا بِرًّا. ثم قال عكرمة: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله. وفي لحظة واحدة انتقل عكرمة من معسكر الكفر إلى معسكر الإيمان. إنها حسن المعاملة، والرفق بالناس.
وهكذا امتلك الرسول قلبه في لحظات، وانظروا إلى جهده بعد ذلك مع المسلمين في هذه اللحظات، قال عكرمة لرسول الله بعد أن أسلم: يا رسول الله، علمني خير شيء.
فقال الرسول: "تَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ".
فقال عكرمة: ثم ماذا؟
قال: "أَنْ تَقُولَ: أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ أَنِّي مُسْلِمٌ وَمُهَاجِرٌ وَمُجَاهِدٌ".
فقال عكرمة هذه الكلمات، فقال وهو يعرف أن عكرمة ما زال حديث عهد بالإسلام، ويحاول قدر المستطاع أن يقرِّبه إلى الدين، فقال له الرسول: "لاَ تَسْأَلُنِي الْيَوْمَ شَيْئًا أُعْطِيهِ أَحَدًا إِلاَّ أَعْطَيْتُهُ لَكَ". فلم يطلب عكرمة بن أبي جهل مالاً أو سلطانًا أو إمارة، وإنما طلب عكرمة المغفرة، فقال: فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها، أو مسير وضعت فيه، أو مقام لقيتك فيه، أو كلام قلته في وجهك، أو أنت غائب عنه.
فقال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ كُلَّ عَدَاوَةٍ عَادَانِيهَا، وَكُلَّ مَسِيرٍ سَارَ فِيهِ إِلَى مَوْضِعٍ يُرِيدُ فِي هَذَا الْمَسِيرِ إِطْفَاءَ نُورِكَ، فَاغْفِرْ لَهُ مَا نَالَ مِنِّي مِنْ عِرْضٍ فِي وَجْهِي، أَوْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهُ".
فقال عكرمة: رضيت يا رسول الله.
ثم قال -وهو صادق-: لا أدع نفقة كنت أنفقها في صدٍّ عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله، ولا قتالاً كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله........

جيش السلطان سليمان


في صيف احدى السنوات تجهز السلطان سليمان القانوني في حملة كبيره الى داخل اوروبا , لصد وتأديب بعض الجيوش الاوروبية.
وفي طريقهم مروا في منطقه ذات تضاريس صعبه ومليئه بكروم العنب الشهية لبعض القرى النصرانية .
هذه التضاريس جعلت الجيش يمشي ببطء نتيجة لذلك.
الجو الحار أصاب الجيش بالعطش ومع أنهم كانوا يمرون بالقرب من الكثير من القرى المسيحية ومزارعهم, إلا أن التعليمات صارمة بعدم مضايقة السكان أو أخذ أي شئ من مزارعهم او حتى الحديث معهم لكي لا يكون هذا الجيش الإسلامي سبب خوف للسكان.
إلا أن العطش الشديد ومنظر العنب الشهي دخل في نفوس بعض الجنود , فأخذوا القليل الذي بالكاد يكفي لشخص واحد ليتصبروا به , إلا أنهم جمعوا مالاً ووضعوه بكيس صغير وعلقوه بمكان قطف العنب الذي أخذوه , لكي يكون ثمناً لما أخذوا.
كان المزارع النصرانى يشاهد الجنود دون أن ينتبهوا , وصعق من هذا المنظر.
أسرع الى أهل القريه وأخبرهم بما شاهد من منظر عجيب.
نعم ... هذا شئ لا يصدق , هل يحلمون ؟ أي أخلاق هذه التي شاهد.
ذهل أهل القرية من الخبر . فقرروا أن يجتمعوا ويذهبوا الى رئيس جيشهم ليخبروه بما شاهدوا , ويكافئ الجنود الأمناء.
وبالفعل لحق وفد القريه بالجيش وهناك طلبوا بأن يجتمعوا بعظيم الجيش .
ورفضوا الإفصاح عن السبب .
وقالوا : إنه شئ يجب أن يعرفه سلطانكم.
وبالفعل أدخلوهم على السلطان سليمان .
فشكروه على جيشه العظيم الذي لم يروا مثله , ثم أخبروه بالقصه وقالوا له : هؤلاء الجنود يستحقون التكريم.
أمر السلطان على الفور من آغا الجيش أن يحضر هؤلاء الجنود , وبعد مدة دخل الآغا ومعه الجنود الأبطال وما زال الوفد حاضراً امام السلطان.
قام السلطان سليمان وبدت علية العصبية و أخذ يوبخ الجنود ويقول لهم :
كيف تسول لكم نفسكم فعل شئ عظيم كهذا وتخالفون الأوامر.
ثم هل أخذتم الاذن , وما أدراكم أن النقود التي وضعتموها تكفي ثمناً لما اقترفتموه .
يا آغا : أطرد هؤلاء الجند من الجيش.
صعق الوفد وجثوا على ركبهم .
وقالوا : يا سلطاننا العظيم إنما جئنا لتكرمهم , لما فعلوا من أخلاق عالية.
فقال لهم السلطان سليمان:
إن دولتنا لما سادت وجيشنا لما أصبح لا يقهر , كان السبب العدل وديننا الذي أمرنا أن ننتصر للحق حتى لو كان للأعداء.
هل عرفتم الان لماذا لم تستطع كل الجيوش الاوروبية مجتمعه هزيمة الجيش العثماني في تلك الفترة ؟؟

قصة إسلام "فضالة بن عمير "


كان فضالة بن عمير من أشد أعداء الرسول، وهذا الرجل من شدة عدائه للرسول قرَّر أن يقتل الرسول في وقت الفتح، والرسول في وسط هذا الجيش الكبير "عشرة آلاف من الصحابة رضوان الله عليهم". وإذا قتل فضالة بن عمير الرسولَ فلا شك أنه مقتول، ومع ذلك ضحَّى بنفسه ليقتل الرسول؛ فمر بجوار الرسول وهو يطوف بالبيت، فلما دنا من الرسول وهو يحمل السيف تحت ملابسه، قال له: "أَفُضَالَةُ؟"
قال: نعم، فضالة يا رسول الله.
كان يدَّعِي الإسلام في ذلك الوقت، فقال: "مَاذَا كُنْتَ تُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَكَ؟".
قال: لا شيء، كنت أذكر الله.
فضحك الرسول وقال: "اسْتَغْفِرِ اللَّهَ".
ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه، فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خَلْقِ الله شيء أحب إليَّ منه .
وأسلم فضالة، بل حسن إسلامه من أول لحظة من لحظات إسلامه، ولا نقول من أول يوم، ولكن من أول لحظة، حتى إنه عاد من عند الرسول إلى أهله، فمرَّ بامرأة كان يتحدث إليها في الجاهلية، فقالت له المرأة: هَلُمَّ إلى الحديث.
فقال: لا، يأبى عليك الله والإسلام .
لقد تغير تغيرًا كاملاً بعد هذا الإسلام. وهكذا الإسلام يصنع الرجال والنساء على نهجه بصورة تكاد تكون مختلفة تمام الاختلاف عن حياته قبل الإسلام....

قصة السلطان سليم والجيش العظيم



قبل سفره إلى الشرق زار السلطان سليم الأول (1512-1520) مسجد الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري في اسطنبول... صلى ركعتين ثم دعا ربه راجيًا النصر وجمعَ شمل الأمة...
وبعد ذلك ولّى وجهه نحو منطقة أسكدار لقيادة الجيش... تحرك الجيش العثماني في 5 يونيو/حزيران 1516 من أسكدار... كان يمر من الأراضي الغنية بالحدائق والبساتين، والزاخرة بشتى أنواع الفواكه والثمرات...
ولما وصل الجيش إلى منطقة "كَبْزة" -التي تبعد عن اسطنبول بستين (60) كيلومتر تقريبًا- وحط رحاله واستقر،
هجس في قلب السلطان سليم هَمٌّ ووقع في خلده أمرٌ... فدعا آغا الإنكشاريين على الفور وأمره بأن يفتش خروجَ وأكياسَ الجنود كافة ليتحقق من أمرٍ هو: هل جنى الجنود فاكهة من هذه البساتين دون إذن أصحابها أم لا!؟
فذهب الآغا على الفور وشرع مع أعوانه بتفتيش الجنود واحدًا واحدًا، ثم بتفتيش الأشجار كذلك واحدة واحدة... ولكنه لم يعثر على شيء قط.
وعندما أخبر السلطان بالأمر، افترّ ثغره عن ابتسامة، رفع
يديه إلى السماء وراح يدعو قائلاً:
"أحمدك اللهم أنْ وهبتني جيشًا يبتغي مرضاتك، لا يأكل الحرام ولا يغتصب الأموال".
ثم التفت إلى آغا الإنكشاريين وقال: "يا آغا! لو أني وجدتُ جنديًّا واحدًا قام بقطف ثمرة دون رضى صاحبها، لما ترددتُ في العدول عن سفري هذا، ولما تأخَّرتُ لحظة واحدة بالعودة إلى حيث أتيتُ".
ثم أردف قائلاً: "يا آغا! إنه من المستحيل أن تُفتح البلاد بجيش يأكل الحرام ويغتصب أموال الناس"

الجد العجوز



استقبله ابنه ببرود وكذلك زوجة ابنه.. وكان العجوز يعيش منعزلاً في بيتهم عدا وجبة الطعام .. فقد كانت الأسرة تتناول الطعام معاً على سفرة واحدة.. ولكن يدا الرجل العجوز المهتزتان ونظره الضعيف جعل تناوله للأكل صعباً.. فكان الطعام يتساقط من ملعقته على الأرض.. وعندما كان يتناول اللبن كانت قطرات من الكوب تنسكب منه على المفرش..
مما يثير اشمئزاز الابن والزوجة...
انزعج الابن وكذلك زوجته من هذه الفوضى الحادثة ، فقال الابن:
" لابد أن نفعل شيئا من جهة أبي ، فقد صار عندنا ما يكفى من اللبن المنسكب ، و الطعام المتساقط على الأرض ، علاوة على طريقة أكله العالية الصوت " .
لذا وضع الرجل وزوجته مفرش خاص في أحد الأركان .. وأجلسوا الرجل العجوز وحيداً عليها يتناول طعامه بينما كانت الأسرة تستمتع بتناول طعامها معا على سفرة الطعام .. ولما كان العجوز قد تسبب في كسر طبق أو اثنين، راحا يقدمان له طعامه في طبق خشبي ..
ولكن بقيت الكلمات الوحيدة التي يقولها له الزوجان هي التحذيرات الحادة عندما ينسكب منه اللبن أو يتساقط منه بعض الطعام على الأرض.
الطفل ذو الخمسة أعوام كان يراقب ما يحدث في صمت مهيب . وفى إحدى الأمسيات قبيل العشاء، لاحظ أبيه أنه يقوم بحفر قطعة خشب وهو جالس على الأرض..
فسأل أبنه فى رقة : " ما الذى تقوم بعمله ؟ "
فأجاب الطفل هو الآخر في رقة : "ياأبي، أنا أقوم بعمل إناء صغير
لك ولماما لتأكلا فيه عندما أكبر !!
ابتسم الطفل ذو الخمسة أعوام وعاد لما يعمله ".
لطمت الكلمات الوالدين بشدة حتى وقفا بلا كلام .. ثم بدأت الدموع تنهمر فوق وجهيهما و علما ما الذى ينبغى فعله . .
فى هذه الليلة ، أمسك الرجل بيد والده الجد العجوز ، واصطحبه بلطف مرة أخرى إلى سفرة طعامهما .. ولم يهتما عندما ينسكب اللبن ، أو يتناثر الطعام على الأرض ،
أو يتلوث مفرش السفرة .............. رفقا بالاباء والامهات
الاثنين، 28 ديسمبر 2015

قصة من يقرأها يستلذ بروعة ختامها من شعر رائع ولن تفهمها إلا إذا قرأت أولها


 كان فيما مضى شاب ثري ثراءا عظيماً وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت وكان الشاب يؤثر على اصدقائه ايما إيثار وهم بدورهم يجلّونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له.... 

ودارت الايام دورتها ويموت الوالد وتفتقر العائلة افتقارا شديدا فقلب الشاب ايام رخائه ليبحث عن اصدقاء الماضي فعلم ان أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد اثرى ثراء لا يوصف واصبح من اصحاب القصور والاملاك والضياع والاموال فتوجه اليه عسى ان يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم فذكر لهم صلته بصاحب الدار وماكان بينهما من مودة قديمة فذهب الخدم فاخبروا صديقه بذلك فنظر اليه ذلك الرجل من خلف ستار ليرى شخصا  رث الثياب عليه آثار الفقر فلم يرض بلقائه وأخبر الخدم بان يخبروه ان صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد.....

 فخرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيدا عن الوفاء وتساءل عن الضمير كيف يمكن ان يموت وكيف للمروءة ان لا تجد سبيلها في نفوس البعض.... ومهما يكن من أمر فقد ذهب بعيدا ..... وقريبا من دياره صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء فقال لهم ما أمر القوم قالوا له نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم والده فقال لهم انه ابي وقد مات منذ زمن فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير وقالوا له ان اباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا امانة فاخرجوا كيسا كبيرا قد ملئ مرجانا فدفعوه اليه ورحلوا والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع ولكن........

 اين اليوم من يشتري المرجان فان عملية بيعه تحتاج الى اثرياء والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة.....

 مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير فقالت له يا بني اين اجد مجوهرات للبيع في بلدتكم فتسمر الرجل في مكانه ليسألها عن اي نوع من المجوهرات تبحث فقالت اي احجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها ... فسألها ان كان يعجبها المرجان فقالت له نعم المطلب فأخرج بضع قطع من الكيس فاندهشت المرأة لما رأت فابتاعت منه قطعا ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد وهكذا عادت الحال الى يسر بعد عسر وعادت تجارته تنشط بشكل كبير فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق الذي ما ادى حق الصداقة فبعث له ببيتين من الشعر بيد صديق جاء فيهما
- صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم يدعون بين الورى بالمكر والحيل كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى وحين افلست عدوني من الجهل
 - فلما قرأ ذلك الصديق هذه الابيات كتب على ورقة ثلاثة ابيات وبعث بها اليه جاء فيها
 - أما الثلاثة قد وافوك من قبلي ولم تكن سببا الا من الحيل أما من ابتاعت المرجان والدتي وانت أنت أخي بل منتهى املي وما طردناك من بخل ومن قلل لكن عليك خشينا وقفة الخجل !

قصه كلثوم ابن الأغر من التراث الأموي



يحكى ان كلثوم ابن الأغر ( المعروف بدهائه وذكائه ) كان قائدا في جيش عبدالملك ابن مروان وكان الحجاج ابن يوسف يبغض كلثوم فدبر له مكيده جعلت عبدالملك ابن مروان يحكم على كلثوم ابن الأغر بالاعدام بالسيف فذهبت أم كلثوم إلى عبدالملك ابن مروان تلتمس عفوه فاستحى منها لأن عمرها جاوز المائه عام.. فقال لها سأجعل الحجاج يكتب في ورقتين الأولى يعدم وفي الورقه الثانيه لايعدم ونجعل ابنك يختار ورقه قبل تنفيذ الحكم فإن كان مظلوم نجاه الله..

 فخرجت والحزن يعتريها فهي تعلم ان الحجاج يكره ابنها والارجح انه سيكتب في الورقتين يعدم.. فقال لها ابنها لا تقلقي يا أماه ودعي الأمر لي.. وفعلا قام الحجاج بكتابه كلمة يعدم في الورقتين وتجمع الملأ في اليوم الموعود ليروا ما سيفعل كلثوم.. ولما جاء كلثوم في ساحة القصاص قال له الحجاج وهو يبتسم اختر واحده ، فابتسم كلثوم واختار ورقه وقال : اخترت هذه. ثم قام ببلعها دون ان يقرئها فاندهش الملك وقال ماصنعت ياكلثوم!! لقد أكلت الورقه دون ان نعلم مابها !! فقال كلثوم : يامولاي اخترت ورقه وأكلتها دون ان أعلم مابها ولكي نعلم مابها ، انظر للورقه الاخرى فهي عكسها.. فنظر الملك للورقه الباقيه فكانت {يعدم} فقالوا لقد اختار كلثوم ان لا يعدم

تعلم من قصص سيدنا موسى (عليه السلام)



خرج موسى ع يوما لمناجاة ربه سبحانه ثم سأل ربه قائلا : يارب كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي ؟ . قال له ربه سبحانه : اذهب بعد العصر إلى مكان كذا ... في يوم كذا ... لترى وتعلم كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي . ذهب موسى إلى المكان فرأى شلالاً من الماء يخرج من جبل . جلس موسى ينظر متفحصا متأملا فإذا بفارس يأتي راكبا ناقة له يريد الماء ، نزل الرجل عن ركوبته وخلع حزامه الذي كان يعيق حركته أثناء وروده للماء ووضعه على جانب قريب منه ، شرب الفارس واغتسل ثم انصرف ناسيا حزامه الذي وضعه في مكانه . جاء غلام صغير راكبا حمارا إلى شلال الماء ، واغتسل وشرب أيضا ، ثم حمد الله تعالى ، وعندما أراد الانصراف وقعت عينه على حزام الفارس الذي كان قد نسيه بجوار شلال الماء ، فتح الغلام الحزام ، فإذا هو ممتلئ بالذهب والأموال والمجوهرات النفيسة ، أخذه وانصرف .

وبعد قليل ، أقبل على الماء أيضا شيخ عجوز ليشرب ويغتسل ، وبينما هو كذلك ، جاء إليه الفارس الذي نسي حزامه عند شلال الماء مسرعا ، يبحث عن حزامه فلم يجده ، سأل الفارس الشيخ العجوز : أين الحزام الذي تركته هنا ؟ أجاب الشيخ لا أعلم ولم أر هنا حزاما . أشهر الفارس سيفه وقطع رأس الشيخ العجوز . كان سيدنا موسى ينظر ويتأمل ويفكر ،قال يا رب : إن هذا الفارس ظلم عبدك الشيخ العجوز . فقال له ربه : يا موسى : أما الشيخ العجوز فكان قد قتل أبا الفارس ، وأما الغلام فكان أبوه قد عمل عند أبي الفارس عشرين سنة ولم يعطه حقه . فالفارس أخذ بحق أبيه من الشيخ العجوز، والغلام أخذ بحق أبيه من الفارس وسبحان من سمّى نفسه الحقّ ولا تضيع عنده المظالم..

ﻗﺼﺔ ﺍﻟـ « ﺇﻥّ »



ﻣِﻦْ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻧﺒﺎﻫﺘﻬﻢ ! ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻳُﻘﺎﻝ « ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻓﻴﻪ ﺇﻥّ » !! ﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟـ « ﺇﻥّ » ؟ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔِ ﺣﻠَﺐ ﺃﻣﻴﺮٌ ﺫﻛﻲٌّ ﻓﻄِﻦٌ ﺷﺠﺎﻉٌ ﺍﺳﻤﻪ (ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣُﻨﻘِﺬ) ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺎﺑﻌًﺎ ﻟﻠﻤﻠﻚ ( ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻣﺮﺩﺍﺱ) ﺣﺪﺙَ ﺧﻼﻑٌ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚِ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮِ، ﻭﻓﻄِﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻠﻚَ ﺳﻴﻘﺘﻠﻪ، ﻓﻬﺮَﺏَ ﻣِﻦ ﺣﻠَﺐَ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺓ ﺩﻣﺸﻖ .

 ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚُ ﻣِﻦْ ﻛﺎﺗﺒِﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐَ ﺭﺳﺎﻟﺔً ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﻠﻲِّ ﺑﻦِ ﻣُﻨﻘﺬ، ﻳﻄﻤﺌﻨُﻪُ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﺪﻋﻴﻪ ﻟﻠﺮﺟﻮﻉِ ﺇﻟﻰ ﺣﻠَﺐ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔَ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐِ ﻟﺮﺟﻞٍ ﺫﻛﻲ، ﺣﺘﻰ ﻳُﺤﺴِﻦَ ﺻﻴﺎﻏﺔَ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞِ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺮﺳَﻞُ ﻟﻠﻤﻠﻮﻙ، ﺑﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻳﺼﻴﺮُ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐُ ﻣﻠِﻜًﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺷﻌَﺮَ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐُ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻤﻠِﻚَ ﻳﻨﻮﻱ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﺑﺎﻷﻣﻴﺮ، ﻓﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔً ﻋﺎﺩﻳﺔً ﺟﺪًﺍ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺘﺐَ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ : " ﺇﻥَّ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪُ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ، ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻥ ! ﻟﻤﺎ ﻗﺮﺃ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، ﻭﻗﻒ ﻣﺘﻌﺠﺒًﺎ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﺬﺍﻗﺔ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﻣﻬﺎﺭﺗﻪ، ﻟﻜﻨّﻪ ﺃﺩﺭﻙ ﻓﻮﺭًﺍ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐَ ﻳُﺤﺬِّﺭُﻩ ﻣﻦ ﺷﺊ ﻣﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺷﺪّﺩَ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻮﻥ ! ﻭﻟﻢْ ﻳﻠﺒﺚ ﺃﻥْ ﻓﻄِﻦَ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟِﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺇﻥّ ﺍﻟﻤﻸَ ﻳﺄﺗﻤﺮﻭﻥ ﺑﻚ ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﻙ ) ﺛﻢ ﺑﻌﺚ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺭﺩﻩ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﺩﻳّﺔٍ ﻳﺸﻜﺮُ ﻟﻠﻤﻠﻚَ ﺃﻓﻀﺎﻟَﻪ ﻭﻳﻄﻤﺌﻨُﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺘِﻪِ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓِ ﺑﻪ، ﻭﺧﺘﻤﻬﺎ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ : « ﺃﻧّﺎ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡُ ﺍﻟﻤُﻘِﺮُّ ﺑﺎﻹﻧﻌﺎﻡ » . ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻥ ! ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐُ ﻓﻄِﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻨﺒّﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺬﻳﺮﻩ ﺍﻟﻤﺒﻄﻦ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮُﺩّ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟِﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺇﻧّﺎ ﻟﻦ ﻧﺪﺧﻠَﻬﺎ ﺃﺑﺪًﺍ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ) ﻭ ﺍﻃﻤﺌﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﺑﻦَ ﻣُﻨﻘِﺬٍ ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩَ ﺇﻟﻰ ﺣﻠَﺐَ ﻓﻲ ﻇﻞِّ ﻭﺟﻮﺩِ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻠﻚِ ﺍﻟﻐﺎﺩﺭ . ﻭﻣﻨﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔِ، ﺻﺎﺭَ ﺍﻟﺠﻴﻞُ ﺑﻌﺪَ ﺍﻟﺠﻴﻞِ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥَ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻉِ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻚٌّ ﺃﻭ ﻏﻤﻮﺽ : « ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻓﻴﻪ ﺇﻥّ »

قصة طريفة للعالم اينشتاين


سئم العالم اينشتاين من تقديم المحاضرات بعد أن تكاثرت عليه الدعوات من الجامعات والجمعيات العلمية، وذات يوم وبينما كان في طريقه إلى المحاضرة..
قال له سائق سيارته:
أعلم يا سيدي أنك مللت تقديم المحاضرات وتلقي الأسئلة،
فما قولك في أني أنوب عنك في محاضرة اليوم ،
خاصة أن شعري منكوش ومنتف مثل شعرك..
وبيني وبينك شبه ليس بالقليل ..
ولأني استمعت إلى العشرات من محاضراتك فإن لدي فكرة لا بأس بها عن النظرية النسبية…؟؟؟
فأعجب أينشتاين بالفكرة وتبادلا الملابس..
فوصلا إلى قاعة المحاضرة حيث وقف السائق على المنصة وجلس العالِم العبقري الذي كان يرتدي بزة السائق في الصفوف الخلفية. ....
وسـارت المحاضرة على ما يرام...
إلى أن وقف بروفيسور مغرور ... وطرح سؤالاً من الوزن الثقيل وهو يحس بأنّه سيحرج به أينشتاين....
هنا ابتسم السائق الظريف وقال للبروفيسور:
سؤالك هذا ساذج إلى درجة أنني سأكلّف سائقي الذي يجلس في الصفوف الخلفية بالردّ عليه..
وبالطبع فقد قدّم "السائق" رداّ جعل البروفيسور يتضاءل خجلاً

الكلب هاتشيكو الذى انتظر صاحبة 10 اعوام كاملة فى محطة القطار !!!


هاتشيكو كان ملكا لأستاذ جامعي يدعى “هيده-سابورو أوينو”، وهو بروفسور في قسم الزراعة في جامعة طوكيو . وقد اعتاد هاتشيكو مرافقة مالكه إلى محطة القطار عند ذهابه إلى العمل، وحين كان البروفيسور يعود من عمله كان يجد هاتشيكو في انتظاره عند باب المحطة. وبمرور الأيام أصبح وقوف الكلب انتظارا لصاحبه منظرا يوميا معتادا لمسافري محطة شيبويا وزوارها الدائمين.
... انتظر طويلا .. لكن صاحبه لم يعد ..
وأستمر هذا الحال حتى أتى ذلك اليوم الحزين الذي وقف فيه هاتشيكو منتظرا وصول صاحبه عند باب المحطة كعادته .. لكن البروفيسور لم يصل أبدا .. فقد توفي على أثر أصابته بجلطة دماغية أثناء العمل في ذلك اليوم الكئيب من عام 1925.
لكن من ذا الذي يستطيع إخبار كلب بموت صاحبه؟ .. وهكذا فأن هاتشيكو أنتظر طويلا .. حاول الناس صرفه بكل الوسائل، لكن هيهات أن يبرح الكلب مكانه .. وأستمر كعادته .. ينتظر .. وينتظر .. وينتظر .. لا ليوم .. ولا لأسبوع .. و لا لشهر .. بل لعشرة أعوام كاملة!!.
كان الناس يمرون به في كل يوم يرمقونه بنظرات حزينة، كان منظره عند باب المحطة يثير في نفوسهم مشاعر متضاربة ما بين الإعجاب والشفقة، البعض كان يهز رأسه أسفا، والبعض ذرفوا بضعة دمعات تعاطفا معه، وهناك أيضا من كان يقدم له الطعام والماء.
وبمرور الأيام تحول هاتشيكو إلى أسطورة يابانية حية، خصوصا بعد أن كتبت الصحافة عن قصته، إلى درجة أن المعلمين في المدارس صاروا يشيدون بسلوك الوفاء العجيب الذي أبداه هذا الكلب ويطالبون تلاميذهم بأن يكونوا أوفياء لوطنهم كوفاء هاتشيكو لصاحبه.
وفي عام 1934 قام نحات ياباني بصنع تمثال من البرونز لهاتشيكو، وتم نصب التمثال أمام محطة القطار في احتفال كبير، هاتشيكو نفسه كان حاضرا خلاله. وبعد ذلك بسنة، أي في عام 1935 تم العثور على هاتشيكو ميتا في احد شوارع مدينة شيبويا، وقد أحيطت جثته بعناية واحترام فائقان وجرى تحنيطها وهي معروضة اليوم المتحف الوطني للعلوم في اوينو – طوكيو